إقالة فالفيرديبرشلونة بين سوء التخطيط وفقدان القيم الإنسانية
2025-10-02 05:22:38
أثارت إقالة إرنستو فالفيردي من تدريب برشلونة موجة من الجدل حول أسلوب الإدارة في التعامل مع المدربين واللاعبين. فالقرار الذي اتخذته إدارة النادي الكتالوني لم يكن مفاجئاً من ناحية التوقيت، لكن الطريقة التي تمت بها العملية تكشف عن أزمة عميقة في ثقافة الإدارة الرياضية.
ما حدث مع فالفيردي يتجاوز مجرد تغيير تقني في منصب المدرب، ليكشف عن نظرة اختزالية للإنسان الذي يقف خلاف الصفقات والأرقام. الإدارة لم تتعامل مع فالفيردي كمدرب محترف يستحق الاحترام، بل كرقم في معادلة يمكن استبداله في أي وقت دون مراعاة للكرامة الإنسانية أو الاعتبارات الأخلاقية.
الطريقة التي أدارت بها برشلونة عملية الاستبدال تظهر غياب التخطيط الاستراتيجي. فالقائمة التي وضعتها الإدارة للبدائل – تشافي، كومان، سيتين – كانت تفتقر لأي منطق متسق، مما يؤكد أن القرار كان رد فعل وليس جزءاً من خطة مدروسة. هذا النهج العشوائي يذكرنا بأزمات إدارية سابقة في النادي، ويعكس استمرار نفس النمط من سوء الإدارة.
المفارقة أن برشلونة، الذي يقدم نفسه دائماً كأكثر من مجرد نادٍ كرة قدم، وكرمز للقيم الكتالونية الخاصة، يبدو أنه فقد هذه الروح تحت وطأة الضغوط الرياضية والمالية. النادي الذي كان يفتخر بكونه “أكثر من مجرد ناد” أصبح يبدو وكأنه مؤسسة تجارية تبحث عن الربح بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب القيم التي ادعى دائماً أنه يمثلها.
التجربة السابقة مع مانشستر سيتي وبيبل غوارديولا تثبت أن إبلاغ المدرب بإقالته قبل نهاية الموسم هو وصفة لفشل مؤكد. فالمدرب الذي يعلم أنه سيغادر يفقد سلطته الأخلاقية على اللاعبين، واللاعبون يفقدون الحافز للقتال تحت قيادة شخص يعرفون أنه غادٍ. هذه الحقيقة البسيطة التي تجاهلتها إدارة برشلونة تؤكد مرة أخرى غياب الرؤية الاستراتيجية.
الدرس الأهم من هذه الحكاية هو أن النجاح الرياضي لا يجب أن يأتي على حساب الكرامة الإنسانية والقيم الأخلاقية. برشلونة، وأي نادٍ طموح، يجب أن يجد التوازن بين السعي للانتصارات والحفاظ على مبادئ الاحترام والكرامة في تعامله مع كل الأطراف. ففي النهاية، القيم الإنسانية هي التي تبقى عندما تذهب البطولات وتتلاشى الألقاب.