الجسد لا يُظهر أي رحمةرحلة اللاعبين بعد اعتزال كرة القدم
2025-10-12 05:58:22
“الجسد لا يُظهر أي رحمة”، هذه الكلمات التي نطق بها ليونيل ميسي بعد تتويجه بجائزة الأفضل عام 2019، تعكس حقيقة مؤلمة يواجهها كل لاعب كرة قدم. فبعد سنوات من العطاء والإنجازات، يحين الوقت الذي يُعلن فيه الجسد استسلامه، ليبدأ العد التنازلي نحو نهاية المسيرة الاحترافية.
يواجه اللاعبون خيارات صعبة بعد الاعتزال، فالبعض يختار الرحيل في قمة المجد كما فعل زين الدين زيدان، بينما يفضل آخرون مواصلة اللعب بعيداً عن الأضواء مثل أندريس إنييستا في اليابان. لكن القرار الأصعب يبقى هو كيفية بناء حياة جديدة بعد كرة القدم.
تتنوع المسارات المهنية للاعبيين المعتزلين، فأغلبهم يتجه نحو التدريب، حيث نجد نجاحات لامعة مثل بيب غوارديولا ودييغو سيميوني، وإخفاقات مدوية كما حدث مع دييجو مارادونا. بينما يختار آخرون العمل الإعلامي، مستفيدين من خبراتهم في تحليل المباريات وسرد الحكايات، كما نرى مع جيمي كاراجر وآرسين فينجر.
لكن بعض اللاعبين يخططون لمستقبلهم مبكراً، كما فعل ديفيد بيكهام الذي حوّل شهرته إلى إمبراطورية تجارية تقدر قيمتها بمليار دولار. على النقيض، نجد قصصاً مأساوية لإفلاس لاعبين كبار مثل رونالدينيو وبول جاسكوين، الذين أضاعوا ثرواتهم بعد الاعتزال.
القائمة تطول وتتنوع، فمن اللاعبين من أصبحوا رجال إطفاء مثل ديفيد هيلير، أو تجار خضار مثل فيليبي ألبرت، بل إن بعضهم انتهى به المطاف في السجون كما حدث مع مارك وارد. هذه التنوعات تؤكد أن الحياة بعد كرة القدم قد تكون أصعب من المسيرة الرياضية نفسها.
في النهاية، تبقى كرة القدم مرحلة مؤقتة في حياة اللاعب، لكن الاستعداد الجيد للمرحلة التالية هو ما يُحدد نجاحه أو فشله في الحياة بعد الاعتزال. الجسد قد لا يُظهر رحمة، لكن التخطيط الذكي والعمل الجاد يمكن أن يضمن حياة كريمة بعد نهاية المسيرة الرياضية.