احتفال مسؤولي الفيفا بنجاح تقنية الفار في كأس العالم وخلوها من الفضائح
2025-10-05 04:27:48
أشاد مسؤولو التحكيم في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بأداء نظام حكم الفيديو المساعد (الفار) خلال منافسات كأس العالم، معتبرين أن البطولة سجلت نقلة نوعية في تاريخ التحكيم بكرة القدم. وجاءت تصريحات المسؤولين بعد انتهاء منافسات دور المجموعات التي شهدت 48 مباراة، حيث أكدوا أن النظام الجديد ساهم في رفع نسبة صحة القرارات التحكيمية إلى 99.3%.
وصرح ماسيمو بوساكا، المسؤول عن التحكيم في الفيفا، بأن “البطولة لم تشهد أي فضيحة تحكيمية بعد 48 مباراة، وهذا إنجاز كبير يعكس تطور العمل التحكيمي”. وأضاف أن استخدام تقنية الفار في كأس العالم روسيا 2018 مثل نقلة تاريخية في عالم التحكيم، حيث أصبحت القرارات المصيرية تخضع لمراجعة دقيقة عبر أحدث الوسائل التكنولوجية.
من جانبه، أوضح الإيطالي بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة الحكام في الفيفا، أن الإحصاءات أثبتت أن 95% من قرارات الحكام كانت صحيحة قبل استخدام الفار، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 99.3% بفضل النظام الجديد. وكشف كولينا أن منافسات دور المجموعات شهدت مراجعة 335 قراراً تحكيمياً، بالإضافة إلى 17 حالة تم فيها الاستعانة بنظام الفار بشكل مباشر.
وعمل نظام الفار خلال البطولة من خلال غرفة تحكم مركزية مزودة بشاشات متطورة، حيث قام فريق متخصص بمراقبة المباريات وتقييم القرارات المصيرية التي قد تغير مجرى اللقاء. وفي حال اكتشاف أي خطأ تحكيمي، يتواصل الفريق مع حكم الساحة عبر سماعات الرأس، ويطلب منه مراجعة القرار على شاشة خاصة موجودة بجوار أرضية الملعب.
ورغم النجاح الكبير الذي حققه النظام، إلا أنه لم يخلُ من بعض الانتقادات. حيث اشتكت عدة منتخبات من تباين في تطبيق النظام، متهمة الفيفا بمحاباة المنتخبات الكبيرة. كما احتج مسؤولو بعض الفرق على تجاهل الحكام للاستعانة بالفار في مواقف حاسمة، أو اتخاذ قرارات خاطئة حتى بعد مراجعة اللقطات، كما حدث في حادثة اعتداء النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على لاعب منتخب إيران، والتي اكتفى فيها الحكم بإنذار اللاعب فقط.
وعلى الرغم من هذه الانتقادات، يرى معظم الخبراء أن تجربة الفار في كأس العالم كانت ناجحة بشكل عام، وساهمت في تقليل الأخطاء التحكيمية الكبيرة. كما أشادوا بسرعة تنفيذ النظام وعدم إطالة مدة المراجعات، مما حافظ على وتيرة المباريات ولم يؤثر على متعة المشاهدين.
ويؤكد مسؤولو الفيفا أن النظام سيخضع لمزيد من التطوير في المستقبل، مع العمل على معالجة نقاط الضوء التي ظهرت خلال البطولة، بهدف الوصول إلى تحكيم عادل وشامل في جميع منافسات كرة القدم العالمية.