انهيار ريال مدريدمن التتويج الأوروبي إلى أزمة تاريخية في 6 أشهر فقط
2025-10-24 05:55:06
بعد ستة أشهر فقط من تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا، يمر نادي ريال مدريد بأسوأ أزمة في تاريخه الحديث. الخسارة المتتالية أمام ميلان الإيطالي بنتيجة 1-3 كشفت عن أعمق المشكلات الهيكلية التي يعاني منها الفريق الملكي، مما أثار تساؤلات كبيرة حول مستقبله في البطولات المحلية والأوروبية.
يعيش ريال مدريد سيناريو كارثياً يشبه إلى حد كبير ما حدث قبل 15 عاماً، عندما تلقى خسارتين متتاليتين في معقله بتلقى 3 أهداف أو أكثر. الفارق اليوم أن الأزمة جاءت بعد فترة قصيرة من تحقيق البطولة القارية، مما يجعل الوضع أكثر إثارة للقلق.
المشكلات الهيكلية تطال جميع خطوط الفريق. في الدفاع، يعاني الفريق من غياب التوازن وعدم الكفاءة في كلا الجانبين. إصابة القائد داني كارفاخال وعدم لياقة إيدر ميليتاو، بالإضافة إلى تراجع مستوى فيرلان مندي وأوريليان تشواميني، خلفت ثغرات دفاعية كبيرة تلقى على إثرها الفريق 9 أهداف في آخر 3 مباريات على أرضه.
في خط الوسط، يبدو غياب الألماني توني كروس مؤثراً بشكل كبير. اللاعب الذي كان يضبط إيقاع اللعب ويربط بين خطوط الفريق ترك فراغاً واضحاً لم يستطع فيديريكو فالفيردي ملءه. كما أشار خورخي فالدانو، فإن غياب كروس أفقد الفريق التوازن والصبر اللازمين في اللعب.
الهجوم ليس بمنأى عن الأزمة. جود بيلينغهام لم يجد مكانه المناسب بعد، بينما يلعب كيليان مبابي في مركز لا يناسبه. البرازيلي فينيسيوس الذي يبدع في الجناح الأيسر وجد نفسه في مركز مختلف، مما أثر على أداء الخط الهجومي بأكمله.
الصحف الرياضية الإسبانية لم تتوان عن انتقاد أداء الفريق. صحيفة “ماركا” تحدثت عن “تكرار الأخطاء نفسها”، بينما وصفت “آس” الوضع بأنه “كابوس مستمر”. هذه التغطية الإعلامية تعكس حجم السخط الجماهيري من أداء الفريق.
الوضع في الدوري الإسباني أصبح صعباً، حيث يتأخر ريال مدريد بـ9 نقاط عن برشلونة المتصدر. أما في دوري الأبطال، فإن خسارة مباراتين متتاليتين تجعل مهمة الفريق في التتويج باللقب السادس عشر مهمة شبه مستحيلة.
يبدو أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي أشيد بإدارته الاستثنائية الموسم الماضي، عاجز عن إيجاد حلول سريعة. تصريحاته بعد المباراة عن ضرورة تقدم اللاعبين خطوة للأمام تظهر حجم الحيرة التي يعيشها الفريق التقني.
المواجهات المقبلة أمام أوساسونا وليغانيس قد تمنح الفريق بعض الوقت للتعافي، لكن الاختبار الحقيقي سيكون أمام ليفربول على ملعب أنفيلد. هذه المباراة ستكون محكاً حقيقياً لقدرة الفريق على تجاوز أزمته والعودة إلى المسار الصحيح.
ريال مدريد أمام تحدٍ تاريخي يتطلب أكثر من مجرد تعديلات تكتيكية. الأمر يحتاج إلى إعادة نظر شاملة في التوازن العام للفريق وتوزيع الأدوار بين اللاعبين، وإلا فإن الحلم بالسادس عشر قد يتحول إلى كابوس حقيقي.