إلغاء قواعد اللباس في سباقات الخيل الإنجليزية يثير جدلاً بين التقاليد والحداثة
2025-10-02 05:52:15
في خطوة تهدف إلى تعزيز الشمولية والتنوع، أعلن نادي “The Jockey Club” المنظم لبعض أكبر سباقات الخيول في إنجلترا عن إلغاء قواعد اللباس الإلزامية في جميع أنشطته. هذا القرار التاريخي يشمل 15 سباقاً مرموقاً من بينها سباقات تشلتنهام وإينتري وإيبسوم الشهيرة، مما يضع نهاية لعقود من التقاليد الصارمة في اللباس.
وبحسب البيان الرسمي للنادي، فإن الهدف من هذه الخطوة هو جعل سباقات الخيل في متناول عدد أكبر من الناس وتعزيز التنوع بين الحضور. بدلاً من القواعد الصارمة السابقة، يشجع النادي الآن زواره على ارتداء ملابس توفّر لهم شعوراً “بالراحة والثقة”، مع التأكيد على أن لهذا التغيير “مفعولاً فورياً” في تجربة الحضور.
لطالما ارتبطت سباقات الخيل الإنجليزية بتقاليد لباسية صارمة، حيث كان يُلزم الرجال بارتداء ربطة عنق وسترة بدلة، بينما كانت النساء ترتدين فساتين أو تنانير أو بدلات مع قبعات أنيقة. هذه التقاليد التي استمرت لأكثر من مئتي عام كانت تمثل جزءاً أساسياً من هوية هذه الفعاليات الراقية.
نيفِن تروسدايل، مدير النادي، أوضح في تصريحه أن “سباقات الخيل كانت على الدوام رياضة يحبها الناس من كل الأوساط، ومن الأهمية بمكان أن تكون متاحة للجميع”. وأضاف: “نأمل أن نسهم من خلال عدم فرض قواعد على الناس في ما يتعلق بالملابس في تأكيد كون السباق للجميع. الناس يستمتعون أكثر عندما يشعرون بالراحة”.
ورغم الترحيب الواسع بهذا القرار من قبل العديدين، إلا أنه أثار انتقادات من الجهات المحافظة على التقاليد. صحيفة “ذي ديلي تلغراف” المحافظة عبرت عن استيائها من القرار، مشيرة إلى أن “أيام السباقات كانت منذ أكثر من 200 عام فرصة مثالية للمشاهدين لعرض ملابسهم الأكثر أناقة وروعة”. وحذرت الصحيفة من إمكانية اختفاء الملابس التقليدية كالقبعات العالية والبدلات المكونة من 3 قطع.
من الجدير بالذكر أن النادي وضع بعض الاستثناءات الوحيدة، حيث سيظل حظر ارتداء الفساتين أو الأزياء “المسيئة” أو المبتذلة أو قمصان كرة القدم ساري المفعول. وأكد تروسدايل أن هذا التغيير “لا يعني أن النادي يثني الناس عن ارتداء ملابس أنيقة في السباقات إذا شاؤوا”، بل هو “يتيح للناس الاختيار” بين الحفاظ على التقاليد أو اعتماد أسلوب أكثر عصرية.
هذه الخطوة تعكس تحولاً ثقافياً واسعاً في المجتمع البريطاني، حيث تتراجع العديد من التقاليد الصارمة لصالح نهج أكثر شمولية ومرونة. كما تظهر كيف تسعى المؤسسات التقليدية إلى التكيف مع المتغيرات الاجتماعية مع الحفاظ على جوهر هويتها.